dark night

قلت و أنا ثابتة بمكاني :
" أترى من المنطق أن يقوم مذئوب بتسليم قدراته هكذا ؟ مالم يكن لديه ما يدفعه لفعلها ؟
نحن لم نتسبب بوجودنا إيان .. نعاقب من قبلكم لأننا لم يكن لنا شأن بما تسبب في خلقنا ..
بل و نعاقب حديثوا التحول لتوهرهم و اندفاعهم ..
الكثيرين منهم ليس لهم ذنب بما هم عليه .. لكنهم أيضًا يتوقفون عن شرب دماء البشر ..
لم نعترض بشأن وجودكم ..
لكن لكلٍ منا قدراته الخاصة ..
و لأن يملك أحدًا قدرات تفوق ماهو عليه .. ألا تظن أن هذا غير مُنصف بعض الشئ ؟
لكل منا عدوه الذي بإمكانه القضاء عليه ..
بتلك الطريقة ستسود الفوضى بالأنحاء "!..

إلتفتت نحو من جاءت .. و قلت :
" لا عزيزتي .. لا تفعلين "..

ابتسمت بهدوء لكلاهما .. و قلت له بداية :
" كلا إيان .. حتى الوحوش تستطيع إثبات عكس ذلك ..
و إن عشتم طوال حياتكم تقاتلون و تقاومون .. سنظل نقاوم بل و نتكاثر "..

و قلت لها :
" سليلة عائلة هيلسينج ؟ نسب مشرف حقًا ..
لا أعلم لما يوجد الكثير من القيل و القال عنكِ .. لكنني أرسلت للتحذير فقط ..
حتى يتم أصدار قرار .. لن أتحرك ..
ولا تقلقي .. لن أفعل .. ليس بعد الآن على كل حال "..

قلت لكلاهما :
" نقطة أخرى أود تذكيركما بها .. إننا خالدون ..
و مقاومتكم لن تغير شيئًا مما نحن عليه ..
لا أطلب سوى أن يتقيد كل طرف بحدوده "..

نظرت إليها ملياً .. و قلت لها :
" إحسبي كم خطوة تحتاجين لأفنى .. بينما بسكين صغير أصوبه إلى قلبكِ أو عنقكِ و ينتهي كل شئ "..

أكملت حديثي بنبرة باردة :
" إستمعي لي عزيزتي .. إننا لم نتخذكم أعداء قبلاً .. فالحقيقة كنتم تمدون لنا يد المساعدة بشأن إعادة تقييم الخارجين عن السيطرة ..
لكن خرقكم للقوانين سيكلفكم ظهور أعداء بالساحة ..
و هذا لن يكون شيئاً جيداً لكلا الطرفين إن أردت ِ رأيي ..
لذا .. لا تملكون سوى حلان .. إما التانزل عن القوى التي منحت لك ِ ..
أو الدخول بحرب لا نهاية لها ..
و إن كان يهمكم دماء الأبرياء كما تتدعين .. فتلك ستكون مواجهة نحن بغنى عنها ..
لذا .. أرى أنه من الأفضل أن تتنازلي عن القوى ..
سيكون هذا الحل الأمثل للجميع "!

نظرت إلى من تدخل بالمنتصف .. و قلت و قد استعدت هدوئي :
" عزيزي .. انا لا أهتم إن كنت أنت تنازلت عن قواك لها أو هي سرقتها منك ..
هذا شأنك وحدك ..
لكن إن كان كل نصف بشري سيتنازل لبشرية عن قواه .. فلن ننتهي ..
و ستعم فوضى لا حصر لها أكثر من ذي قبل "..

إبتسمت بسخرية و قلت له :
" أنت لا تليق بأن تكون إبناً لي من الأساس ..
ثم من قال أنها لتتنازل عنها سيكون عليها إعادتها لك ؟
أنت استعدت قواك على قدر معلوماتي .. أم لم تفعل بعد "؟

تنهدت و أنا استمع إليها .. بشكل ما لا يؤثر كلامها على أعصابي حتى ..
قلت لها بهدوء :
" تفهمين الأمور بشكل خاطئ ..
تلك لن تكون لغة قد نتحادث بها ..
لم أؤمن ابداً بالعنف حلاً .. و كثيرين مثلي ..
إن كنتِ تفعلين .. فتلك مشكلتكِ .. فلا تحملي غيركِ عواقبها ..
و من مثلي ؟ من تقصدين بمن هم مثلي "؟
أشرت برأسي للفتى المذئوب و أكملت حديثي :
" صديقكِ هناك ؟ أم مصاص الدماء الذي تتسكعين معه مؤخراً ؟
لا أراهم بشراً إن كنتِ تفعلين .. ثلاثتنا أنصاف بشراً ..
و يبدو لي أنه ليس جميعنا من يتحادثون باللغة التي تتحدثين عنها ..
أو ستكونين بعداد الأموات الآن "!

نظرت نحوه و قلت و قد ظهرت على وجهي غبتسامة هادئة :
" سنضطر إذاً إلى اللجوؤ إلى الحل الأكثر مثالية في تلك الحالة ..
ألا و هو تصفيتك .. ماذا ترى "؟

" حتى تفعل .. أنت كذلك ..
و بربك مارك .. هل كنت تظنني لأنطقها إن لم أستطع فعلها معك ؟
حماقتك ستودي بك إن لم نفعل نحن ..
لذا لا أظن أن الأمر ليطول حتى أرى شاهد قبرك "!

" أنت لا تنتمي لنا .. أنت تنتمي للمذئوبين ..
ولا تقلق بشأن نهايتك .. أخبرتك الأمر لن يطول ..
بالإضافة إلى أنها ليست لعبة تقوم بها كل مرة تستعيد قواك تعطيها لأحد ما قابلته بالطريق ..
إن تخليت عن قواك تلك المرة لن تستعيدها ابداً ..
الخيار لك مارك .. انت وحدك من سيتحمل عواقب الأمر و حسناته "..

قلت لها :
" و أنتِ .. أمامكِ وقت للتفكير ..
إن لم تقبلي بالتنازل عن القوى .. لا تلومي إلا ذاتكِ هيلسينج "..

رأيت من دخل .. و قلت له :
" لا أعترف أننا كنا أصدقاء قبلاً سيد فلاديمير .. لإزالة الألقاب ..
كما أنني لا أظننا سنفعل ..
و أنت محق .. لا نأتي بجديد مع العناد "..

بادلت النظر بين مارك و سيلفيا و قلت :
" أراكما قريباً "..

و في حركة فلاشية كنت قد اختفيت من الغابة ..