living room2...

توجهتُ نَحو البيانو بدأتُ بعزف مقطوعة لشوبان, دِماء الفامبيرز ليست بنفس الجودة لكنها جيدة, اطرقتُ مفكراً بالعداء الذي جلبته لنفسي بينما اقضي ما تبقي من ليلتي اعزف الموسيقي و اشرب النبيذ و أُفكر بإقتراح نيكولاس

دخلتُ المَكان جلستُ على مِقعد البيانو الوثير شمرتُ عن ساعدي و بدأتُ العَزف لموزارت

سفك دماء الابرياء!. قُلتها بضجر إلتفتُ إليها و قلتُ بهدوء: جئتي لتقتليني؟. تذكرتُ ما حدث صباح اليوم و قلتُ: ذاك المذئوب مايك او مارك اياً كان اسمه, لقد صفيتُ دمائه تقريباً.

حسناً, سأحرص على ان اهاجمهم دون ان تري. قُلتها بهدوء. نظرتُ للكتاب و قلتُ: تفضليه قرآتُ هذة الكتُب كثيراً. تَعلمين آرييلا كان هذا اول يوم منذ ان تحولتُ اري فيه ضوء الشمس, و امشي فى النور دون ان احترق. قُلتها بشرود

إبتسمتُ و قلتُ: ستضطرين هكذا لمراقبتي دوماً حتي لا اقتل روحاً بريئة. نظرتُ إليها و قلتُ بهدوء: اي شعور, اعني هناك ميزة يُمكنك ان تغلق على روحك للأبد ولا تشعر بشئ ابداً, او تبقي روحك معك و لكن تحاول ان تخلق جواً متوازناً بين طبيعتك الجديدة الوحشية و روحك الآدمية الشبه ميتة, و لكن مع مرور الوقت, روحك هذة تختفي شيئاً فشيئاً, حتى تصبح مجوف من الداخل. ضحكتُ بهدوء وقلتُ: هل انا مُثير للشفقة لهذة الدرجة, بالطبع لا, فقط اردت ان احدثكِ عَن يومي. صمتُ لبرهة ثُم قلتُ بشرود: دمائكِ افضل ما تذوقته منذ فترة بالمناسبة.

ضحكتُ بخفوتٍ و قلتُ: يمكنكِ اعتباره هكذا. لااظنُ احداً من مصاصي الدماء الذين قابلتهم يحبون المطاردات, يحبون العيش فى الظلام على دماء الابرياء بلا ازعاج, انا اخترتُ فى البداية ما تبقي مِن روحي لكنها حاولت السيطرة على عطشي, فى بعض الاحيان تمكنت منه و اصبحت اعيش على دماء الحيوانات, و احياناً افقد السيطرة كلياً, فقدان السيطرة و قتل الابرياء, يُفقدني روحي او ما تبقي منها شيئاً قشيئاً, لربما انا متمسك بالمشاعر, لعلها ما تبقي لي. تنهدتُ و اكملتُ: شيئاً تبقي لي اكمل حياتي البائسة من اجله.

حدقتُ بعيناها و قلتُ: ربما جئتُ لميستيك فالز لأفعل هذا الشئ, اعطاني هذا المكان قليلاً من الأمل حقاً. إبتسمتُ بحبورٍ و قلتُ مازحاً: حسناً فلنحاول ان نبقيكِ سعيدة اذاً, و نبتعد عن اى شئ يقف امام سعادتكِ, هذا يتضمن قتلي. وقفتُ مِن مكاني و توجهتُ ببطئٍ نحوها و قلتُ: استطيع المبارزة بالسيوف, و التصويب بمسدسات الكولت القديمة على علب الشراب الفارغة, استطيع قيادة سفينة شراعية, و العزف. نظرتُ لها و قلتُ بهدوء: كما انني استطيع تمييز الجمال عندما اراه.

إبتسمتُ و قلتُ ببطئٍ: مَن قال انكِ ايّ فتاة, حقاُ انتِ مميزة انسة آرييلا, تذكري هذا. نظرتُ للسيف بيدها و قلتُ: و لكن من قال انكِ الصياد و انا الفريسة؟!. لمستُ طرف السيف بإصبعي ليجرحه, إلتئم الجرح بعدة ثوان كالعادة, رفعتُ رآسي لها مجدداً و قلتُ: و هل ستقدرين على انقاذي من جحيم انا مستسلم لهُ؟.

آوة لقد شوهتي وَجهي. قُلتها بقليل من السخرية, اُحدق بعيناها و لإقول: سنري ما الذي ستتوصلين إليه مع لعين مثلي. ألا تخافين, و انتِ تقفين امام وحش يستطيع ان يشعُر بدمائكٍ تجري فى عروقكِ و يتلهف لنقطة منها, قُلتها و انا امرر يدي الباردة على جانب وجهها, إبتسمتُ و قلتُ: دافئة للغاية بالرغم من تِلك البرودة التى تسيطر على الجَو.

نظرتُ لها بدهشة ساد الصمت للحظات, التردد يقتُلني, فى النهاية قلتُ: لا اظن انها فكرة جيدة, قد انجرف ولا استطيع السيطرة على نفسي, و انهي حياتكِ, عندها سأكون فقدت ما تبقي لي مِن روحي.

فى الحَقيقة لم يأتني مِن قَبل. قُلتها بدهشة, إقتربتُ مِنها بحذر و رفعتُ خُصلات شعرها بتردد, إقتربتُ مِن عُنقها, بدأت ملامحي تتغير لتظهر انيابي و يسيطر الوحش بداخلي, بدأتُ بإمتصاص دمائها و اشعر بجسدي يرتجف امام ضعفي للدماء, إبتعدتُ عنها بصعوبة نظرتُ لها و إختفي الدفئ مِن وجهها, قلتُ ببطئ: سامحيني, لكني ضعيف امام دمائكِ

اسندتُها جيداً, وقع عيني على سيف المبارزة مددتُ يدي نحوه و احضرتُه جرحتُ معصمي لتتساقط منه قطرات الدماء بفمها, نظرتُ بقلقٍ نحوها, هذا الشور اشتقتُ إليه القلق. نظرتُ لها و قلتُ بجزع: ارييلا اجيبيني رجائاً. قمتُ بحملها و توجهتُ نحو الآريكة القريبة وضعتُها عليها برفق و تابعتُ بقلقٍ: اخبريني رجائاً انكِ مازلتِ حية!

تنهدتُ براحة و جلستُ على الآريكة بجانبها و قلتُ بضيقٍ: لن نكرر هذا مجدداً مفهوم ابداً. ضحكتُ رغماً عني و قلتُ: بليّ. نظرتُ من النافذة للسماء و قلتُ: كاد الليل ان ينتهي, يُمكنكِ قضاء الليلة هُنا انتِ متعبة, و انا سأظل بالقبو.