the loopy....

قلت بهدوء تام :
" لم أخدعك صغيري .. موت كلا والديكما سيحدث عاجلـًا أم آجلـًا ..
و إن رفضت أنت فعلها ، فسيفعلها غيرك الكثيرين .. سواء كانوا منا أو الصيادين ..
و لأننا أصدقاء عرضت عليك هذا العرض لتصيب عصفورين بحجر واحد ..
أعلم أنك لا تطيق والدك أو والدها .. و أعلم أن كلاهما لا يصدقا بشأني ..
أخبرتك أن لي مئات الأسماء بمختلف الأماكن و الأزمان ، لهذا ليس مطلوب منهما أن يتعرفا عليّ ..
لكنهما مدينان لي بالكثر .. و سيدفعا ثمنه بالنهاية "

أنهيت حديثي قائلة :
" مبارك لك الختم .. إنه مميز أتعلم .. لا يحظى به الكثيرين
لابد انك فتى سيء بالفعل "

وضعت يدي على صدري في تأثر مصطنع :
" جيمس .. فالتحذر .. أنت تؤذي مشاعري "..

عدت أنظر نحوه :
" و أنت أحمق .. كنت لتحصل على الكثير .. لكن ماذا أقول "!

حركت كتفاي و تابعت :
" ياللرعب .. ستخبرهم بشأني ؟ بدأت أرتجف خوفًا من الآن "

تحولت نبرتي إلى البرود :
" لا تزال الفرصة امامك لأخذ حلوتك و الرحيل .. إلا إن كنت تريد لزيارتك نهاية لت تسعدك "

ثبتت نظري على صدره .. و عدة نغزات قبل أن أقول :
" أتعلم ماذا ؟ للأسف أنا كذلك جيمي
فمجلسك لا يستقبل مبعوثة من المجلس الأعلى يوميًا صغيري .فما بالك حين تكون المبعوثة إحدى أعضاء المجلس الأعلى ؟
هذا أولـًا .. ثانيًا ..
كما ذكرت قبلـًا .. أنت و عائلتك الكريمة سببتم الكثير .. و خاصة أنت .. ابيك كان يملك عقلـًا عنك جيمي ..
لذا لن يتردد أحد عن فصل عنقك و دفنها بطرف الكرة الأرضية و جسدك بالطرف الاخر "

نظرة خاوية رمقته بها بعد ما فعله .. و الحراس خلفه مستعدون لمهاجمة باي لحظة الآن لولا إشارتي لهم بالتوقف و الإنسحاب ..
أنظر نحوه :
" بالنسبة لي كانت مجرد نصيحة سلفاتور .. إن عددتها أنت تهديدًا فلك حرية التفكير بالطبع "

ركزت نظراتي لعيناه و أنا أراقب عروقه التي بدأت بالظهور أثناء تجفيفي لدماءه بداخلها ..
و شعرت بقبضته ترتخي على عنقي و هو ينحني أرضًا ألمـًا بينما أقول بهدوء :
" تعلم بالطبع ما يكون هذا .. تجفيف الدماء .. و وحدهم القدماء يستطيعون فعلها
لن ترتاح بعدها سوى بشرب الدماء .. و تفضل الدماء البشرية كذلك .. و تعلم بالطبع ما الذي سيحدث إن ذقتها
سيتفعل الختم .. و لن يكون الأمر لطيفـًا "..

إنحنيت لأجلس القرفصاء أمامه :
" كانت حركة غبية منك جيمس .. و سأكرر ما قلت على الرغم من انني لا أفعلها مع الكثيرين
فرصتك لا تزال متاحة للذهاب مع صفورتك الصغير "

وقفت باعتدال و قلت :
" لا جيمس .. لا تستحق .. لكنك لن تحصل مني ايضًا سوى على هذا "..

أعدت يدي للخلف لأتسلم كيس دماء .. ليس لبشر .. لكنها تظل دماء و انا لا ارغب بموته الآن ..
ألقيت له بالكيس و قلت :
" للأسف لا يمكنك إسداء اي خدمات أخرى لي .. بالإضافة إلى أن هذا الطلب كان ليزيح عن كاهليك مشاكل لا حصر لها مع المجلس .. و مصاصي الدماء أجمع
لذا كما ترى .. تسليم رؤوس والدك و عمك كانت طريقة لإثبات ولائك للمجلس ..
أما الآن .. بإمكانك أن تنسى الأمر .. لم أكـن أسعى سوى لمساعدتك بالنهاية ..
إن كان والدك لم يكن ليتردد لحظة قبل الموافقة "!

عدت أجلس القرفصاء أمامه مجددًا و أنا استمع له ..
مررت بسبابتي على جانب وجهه و أنا أقول :
" للأسف جيمس .. أنت وفي للغاية .. وفي لدرجة الحماقة إن اردت رأيي "

أدرت نظري في ضجر .. لم أكون أنا ذات القلب الرحيم بهذا المكان ؟ :
" فقط يومان لا أكثر .. حتى تدبرا أمريكما ..
بعد انتهائهما .. إن كانوا ليحطموا رأسك بالحائط لن أتحرك لأجلك ..
إتقفنا جيمي ؟ و هذ هو أقصى ما لدي ..
و كما قلت .. احسنا التسلل .. و بلنسبة لصغيرتك لاتزال لديها فرصة واحدة معي "..

رفعت سبابتي :
" خطأ واحد منها فقط .. و ينتهي أمرها "!

ابتسمت و ربتت على جانب وجهه بيدي الحرة ..
ملت على أذنه هامسة :
" و لن ارفض طلبك ذاك عزيزي جيمس "..

قبلة دافئة أمام ناظري صغيرته .. و هممت بالاعتدال للمغادرة ..

ابتسمت و قلت ببساطة :
" بالتأكيد .. قضاء الوقت معك ممتع أكثر مما تظن جيمي "

استدرت مجددًا لأتابع اثناء مغادرتي و قد أشرت للفتاة :
" لا تنس اشياءك "

و انتهت كلماتي مع اختفائي تمامًا من المكان ..

سرت إلى داخل المكان و أنا أقول بابتسامة باردة :
" دايمون .. دايمون .. دايمون سالفاتور "

تلاشت الإبتسامة بغتة و أنا أتابع :
" ما الذي أتى بقدماك إلى هنا ؟ "

تابعته بنظرات باردة خاوية :
" و الآن ؟ رأيتها ؟ رائع "..

أشرت له ناحية الباب و استدرت للمغادرة :
" تستطيع الرحيل الآن "

استندت بظهري على أحد الأعمدة .. و عقدت ساعداي و لم تتغير نظراتي أو نبرتي :
" إن لم تلحظ .. تمامًا كإبنك .. ليس مرحب بأي منكما هنا ..
تريد الذهاب .. أم استعين بطريقة أخرى ؟
هذا إن لم تكن تريد الموت هنا و الآن .. هكذا تتغير الأمور "

أدير نظري في المكان بضجر :
" و الآن من المفترض أن .. أركض ؟"!

قلت الأخيرة بنبرة سخرية و أنا أنظر نحوه بترقب ..